top of page
LearningArabicWithAngela

كيف يمكن لتعلم لغة جديدة مثل العربية أن يحسن من قدرات طفلك العقلية والاجتماعية

Updated: Oct 15, 2018

الأطفال في مرحلة تعلم دائمة، منذ الولادة وكذلك بالفطرة. أكدت الأبحاث أن أسرع نسبة نمو تحصل في الفترة العمرية ما بين الولادة والثلاث سنوات (How Children Learn). وطبعا، لا يتوقف التعلم عند عمر معين، بل تتغير أساليب التعلم عند الطفل وكيفية فهمه للعالم من حوله.

كيف ينعلم الأطفال-أهمية تعلم اللغة العربية- أهمية تعلم لغة ثانية
كيف يتعلم الأطفال؟

يقوم الأطفال الصغار بدراسة الوجوه والاستماع إلى الأصوات، والإمساك بالأصابع وشد الشعر، والتقاط الأشياء ووضعها في فمهم. وعندما يصلون إلى مرحلة الحبو والمشي، يفضلون إمساك أشياء أكبر حجما، كالمكعبات والطابات، وكذلك الألعاب التي بإمكانهم دفعها أو ركوبها. إنهم يتعلمون باستخدام جميع حواسهم ويقومون على الدوام بتحسين قدرتهم على التنسيق الحركي. يعبرون عن حشريتهم منذ سنواتهم الأولى، ويكتشفون العالم من حولهم من خلال تقليد الكبار وملابس التنكر. وعندما يصبحون تلاميذ في صف الحضانة، يبدأون بطرح الأسئلة ليعرفوا المزيد عن عالمهم. وكذلك يستمتعون بصحبة أقرانهم، وبالركض، والتلوين وصناعة أو بناء الأشياء. وفيما أنهم لم يحسنوا مهارة المشاركة عند سن الثانية أو الثالثة، ففي عمر الرابعة إلى الخامسة، يبدأون بتفحص العالم من منظور الآخرين. ويصبح بإمكانهم التعاطف معهم انطلاقا من وجهة نظرهم وليست وجهة نظر الطفل الشخصية فقط (reflective empathy).



فمثال على ذلك، إذا جرح صديق الطفل اصبعه وبدأ بالبكاء، قد يواسيه الطفل ويخبره أنه سيجد له أمه. فيما أنه في السابق، قد يتفاعل الطفل مع بكاء صديقه بالبكاء أيضا، أي أنه سيتصرف كما لو أن الأمر حصل معه هو، متخيلا الأمر من منظوره الشخصي فقط.


لكن ما علاقة اللغة بهذا؟ إن اكتساب مهارات اجتماعية مهمة عند الطفل كالتعاطف مع الآخرين، مرتبطة بقوة مع تطور مهارات التفكير الادراكي والمفاهيم التجريدية، وبالتالي اكتساب اللغة. فالأطفال يتعلمون من خلال اللغة التعبير عن مشاعرهم ويعيدون تصور العالم من وجهات نظر مختلفة أو خارجية، وليس فقط من وجهتهم الشخصية. وبما أن الأطفال يتعلمون من خلال التقليد، فمن المهم أن نكون المثال الجيد وأن نريهم كيفية التصرف في عدة ظروف.


فمثلا ، إذا كنت ممتعضا من زحمة الصباح في طريقك إلى المدرسة، قد تقول شيئا أمام الطفل مثل: "أنا مستاء" أو "هذا يشكل لي ضغطا". وقد تعبر أيضا بواسطة حركات الجسد، من خلال نبرة صوتك، ملامح وجهك، أو حركات يديك. وبقيامك بذلك فقد قمت أيضا بعنونة هذا الشعور وتسميته. لكن الخطوة التالية المهمة هي أن تقدم للطفل حلا أو طريقة مواساة. فقد تختار أن تستمع إلى بعض الموسيقى وتقول له: "سوف أستمع إلى الأغاني المفضلة لدي، فهذا سيساعدني على الاسترخاء".

يجب استخدام اللغة بالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب، وذلك لاستغلال مثل هذه المواقف لتنمية الذكاء العاطفي عند الطفل وتوسيع فهمه له. وفي نهاية المطاف، فإن الأطفال ذوي النسب الأعلى من الذكاء العاطفي (emotional intelligence) يتمتعون بنسب أعلى من الثقة بالنفس والقدرات الاجتماعية. فمن الواضح أن اللغة تلعب دورا رئيسيا في تحسين الإدراك الفكري (أو غير الحسي). وبالتالي ربط التطور العاطفي بتطور اللغة أمر أساسي في هذا العمر.


تتيح اللغة للأطفال الفرصة على التعبير وحتى إنها تقوم بتعديل مشاعرهم لتتناسب بشكل أفضل مع الظروف. فمثلا، إذا قام صديق للعائلة بتحريك وجهه وإصدار الأصوات ليخيف الطفل، قد يخبره الطفل أنه يخيفه، وقد يطلب منه التوقف، وقد يواسي نفسه قائلا إن هذا الشخص يمازحه فقط وإنه لم يقصد إخافته. فمن الملاحظ أنه مع تطور المهارات اللغوية تتطور المهارات الاجتماعية. فمثلا قد يستاء الطفل لأنه لم يحصل على مراده في السوبرماركت، لكنه قد يعرف جيدا أن البكاء والصراخ لن يكونا الطريقة المناسبة للتعامل مع هذا الاستياء. وقد يلجأ إلى أساليب أخرى لحل الأمور، فقد يحاول مثلا التفاوض مع أمه.

نستطيع القول إن تعلم وتنمية اللغة بالشكل الصحيح قد يكون لهما أثر إيجابي على شخصية الطفل ونفسيته. وبالتالي تعليم لغة جديدة في عمر صغير سيطور الذكاء العاطفي المنعكس أيضا (reflective empathy). فمثلا، قد يدرك الطفل الذي يتكلم اللغة الانكليزية إلى جانب لغته الأم أن جديه لا يتكلمان الانكليزية وسوف يستخدم لغتهما.


لذلك فمن المرجح أن يبلو الأطفال المتحدثين بلغتين أفضل من ذوويهم ممن لا يتحدثون لغة أخرى، وليس فقط من ناحية قدرتهم على تنسيق مهام متعددة في الوقت ذاته، بل من ناحية تواصلهم مع الآخرين، بما أنهم قادرون على فهم الأمور من منظارهم (أي منظار الآخرين). وبإمكانك اعتبار تعلم لغة أخرى كتمرين يومي لإتقان ذلك، لذا ابدا بتعليم طفلك اللغة العربية اليوم.


تشير آخر الأبحاث العلمية إلى أن تعلم اللغة العربية قد يكون مجهدا للدماغ، ووصفته بالتمرين الدماغي.

بالإضافة إلى كل هذا، تشير آخر الأبحاث العلمية إلى أن تعلم اللغة العربية قد يكون مجهدا للدماغ، ووصفته بالتمرين الدماغي. وتشرح مقالة متداولة على قناة بي بي سي كيف أن العربية تجبر الدماغ على العمل بطريقة مختلفة تماما عن تلك التي يتبعها عند تعلم لغات أخرى كالإنكليزية مثلا. ويعزى السبب إلى كون العديد من الأحرف العربية الساكنة متشابهة في الشكل، يتم التمييز بينها بواسطة التنقيط (مجموع خمس عشرة شكلا لثماني وعشرين حرفا، مثلا س ش، ج ح خ ، ب ت ث، ف ق). وفي حين أن تعلم لغات أخرى عادة ما يتطلب استخدام فص الدماغ الأيسر والأيمن معا (الأيسر لدراسة التفاصيل الدقيقة، والأيمن لفهم الأمور بشكل عام)، فتعلم اللغة العربية يعتمد على استخدام الفص الدماغي الأيسر فقط، بما أن الأيمن غير قادر على التعامل مع كمية التفاصيل في الأحرف العربية.

وكذلك تعتمد اللغة العربية بشكل أساسي على الأحرف الساكنة، ولا يتم كتابة الحركات الملفوظة Vowels a e i o u مثل الانكليزية. وهذه الطريقة مماثلة للغتين العبرية والآرامية، وتركز على استخدام حركات المد فقط وتستثني الحركات الأقصر، وتستعيض عنها بحركات التشكيل والأحرف الساكنة. فمثلا كلمة Angela تصبح Angelaa لفظا بالعربية، "أنجلا"، لأن ال aa ، الحركة اللفظية الطويلة بالانكليزية تم استبدالها بحرف الألف. إنه حقا تمرين مجهد للدماغ!


لعل كل هذا سيحفزك على البدء بتعليم طفلك اللغة العربية، فمن لا يرغب أن يزيد طفله ذكاءا ونجاحا. نرجو منكم أن تعلقوا على المنشور وتشاركونا بآرائكم. ولا تنسوا أيضا أن تشتركوا بخدمة رسائلنا الإلكترونية لتبقوا دوما على اطلاع بأحدث الإصدارات.

مصادر:

Recent Posts

See All
bottom of page